قصيدة "لمياء"



" لميـــــــــاء"

ما الســــرُّ فـي عينيكِ يا لَميـاءُ ؟
ما كلُّ هذا السحرِ يا حــــسناءُ ؟!

ما هذه الأنـوارُ في الوجـه الذي
من نــور طلعته الســنا الـوضَّـاءُ
حُــوريةَ الأوصاف حُـسنُكِ فـاتنٌ
يلهو كما يهــــوَى بنا ويشــــاءُ !
عيناكِ أحــــــلامٌ تزغْـردُ بالمنى
سحـــرٌ تجــــــلَّى فيهما وبهاءُ
شفتاكِ عصفورٌ يعربد في دمي
ويذيبُني الإغــــراءُ والإغــــــواءُ
كنا نهوِّم فـــي ضلالاتِ المنى
ونُسَرُّ في أمــــر الهوى ونُساءُ
حتى ظهرتِ فكان فــــرْحٌ غامرٌ
طاف الوجــــــودَ وكانت السرَّاءُ !!
قد كنتُ آدمَ : غارقاً في وحشةٍ
فأتته من رحِـــــــم الهوى حوَّاءُ
آنَسْتِني ومسحتِ دمعةَ خافقي
فصفا الوجـــــودُ وغنتِ الشعراءُ !
حُسن الوجــوهِ تَمَلُّه عينُ الذي
يهوَى الجمالَ وحُـسنُكِ استثناءُ
مهما نــظرت إليه زادكَ بهجـــةً
تلك المحــاسنُ مــــا لهنَّ فناءُ !
إن تشرِقِ الحسناءُ بين جموعنا
ملأَ القلـــوبَ تضرعٌ ورجـــــــــاءُ
سلبت نُـــهانا فانحنينا خُــشَّعاً
فالـــكلُّ فــــي محرابــها أُسَراءُ
لا تعجــــبَنَّ فللجـــمالِ مــهابةٌ
دقَّـتْ فليس يُحِسُّها الجــــهلاءُ
لا تسألَنْ عنـــها ولا تستقـصِها
فكلامُنا فيها سُـــدى وهـــــباءُ
أسرارُ هذا الحسنِ فوق عقولنا
والناسُ فــــي علمٍ بذاك سواءُ !