غزليَّةُ الرُّوح !!
إلى غ . ب
**********
لا تسألوني فما عندي لكم خـــبرُ
حبيبةُ الـروح تاهــــت عندها الفِكَرُ
فيضٌ من النور في إشراق طلعتها
إذا رآهــا تجــلَّتْ ينطـــقُ الحـجرُ
تبارك الله ســـــــوَّاها وجــــمَّلها
بنــــــوره آيةً مُـــذْ كانت الصـــوَرُ
لحنٌ من الغيب موسيقاهُ تسحرنا
أنغامُـــه في ضمير الكون تنتشرُ
حــــوريَّةٌ من جِنان الخـلدِ هاربةٌ
يكادُ لله فيها يسجدُ البشرُ
قد حِرْتُ في الوصف لا أشياءَ تشبهها
إن أشرقت في الدياجي يخجلِ القمَرُ
إذا أرادوا لها معنى يصوِّرُها
تمضي البلاغةُ في ذلٍّ وتعتذرُ
ضرَبَتْ بأهدابها العشاق فانهزموا
وإن تشر بمريض اللحظ يأتمروا
حــــــار اللسانُ فلا قولٌ ولا لغةٌ
ولا بيـــانٌ يجـــــلِّيها وينتصــــرُ
تَسْبي العقولَ إذا نطقت وإن سكتتْ
يضلُّ فـي منتهاها البدوُ والحضَـــــرُ
سِرٌّ خـــفيٌّ عن الأفهامِ محتجِـــبٌ
من ذا يخبِّرُ هذا الخلقَ : ما السرُّ ؟!!
لا يرتوي شــــاربٌ من كأسها أبداً
ويظل فــــي نفسه دوماً لها وطَرُ
وجــــــوهرٌ ضــــائعٌ قد عَزَّ مطلبُهُ
لا البحـــــرُ يدري له علماً ولا البرُّ
ذابت من الشوق روحي في تخيُّلِها
وهدَّها في الهوى الترحـالُ والسفَرُ
فهل إليها ســـــبيلٌ يســتريح بها
قلبي فقد كـاد بالأشـــواق ينفجرُ
لا نــــومَ يا عينُ هذا الليلُ موعدُنا
يطيبُ فيه الهوَى والشعر والسهرُ
نجومه في فضاء الأفق شـــاهدةٌ
على المحبِّ الذي قدْ ملَّهٌ الضجرُ
يطوي الليالي يغني لحنَ غربته
رفيقه في دجاه النايُ والوتَــــــرُ
يشدو ويدعو ويرجو من حبيبته
وصلاً ... فيا فرحَهُ لو يسعفُ القدَرُ !!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د. شعبان عبد الجـــيِّــد