أشجان القيثارة
**********
ضاق بالكون شــاعرٌ يعشق الكونَ ويهفو إلى الوجـــودِ السعيدِ
عاش كالطير يرسُـم النورَ والزهـــرَ ويرنو إلـــــى الكمال البعيدِ
كان في الأرض مثل ترنيمة النـــاي بريئاً وطــــــاهراً كالولـــيدِ
يَنشُدُ الحقَّ والجـــــــمال ويرجو لبني الأرضِ كلَّ شيءٍ حميدِ
شاقه الخُـــــــــلدُ فاستراح إلى الحُلم وغنى برائعات النشيدِ
ثم ظنَّ الوجـــــــــــودَ قد راقه اللـــــحنُ وأشجتْه رنة التغريدِ
فاستباح الغناءَ وانســـــــاق فـــــي الوهم وغرته لذة الترديدِ
وأفاق المسكينُ من سَــــــــكرة الظنِّ ليلقى مرارة التشريدِ
خانه الحــــظُّ واستخــــــفَّ به الدهـــرُ وألقاه في سواد البيدِ
ذاق طعم الفناء ثم عـــــــاد إلى الناس ليحيا وجودَه كالطريدِ
ليلُه الهمُّ والنهارُ هــــــــــو الذلُّ فوا رحـــمتا للشقيِّ الوحيدِ
كم أتى الناسَ بالعجـــــــــــيب من القول وثنَّى بطارفٍ وتليدِ
كم شجا الدوحَ بالترانيم والشــــــــدْو وأبكاه بالغناء الفــــريدِ
بعثر الحبَّ في الطريق فلم يجنِ سوى الغل من حَقودٍ حسودِ
قدَّمَ الخيرَ للحياة فلم يلقَ من رفاق الطريق غيرَ الجُـــــــحودِ
بذل الوُدَّ علَّه يسعد الخـــــــــــلق فلاقَــــــوا وداده بالصدودِ
فانزوى وحده يذوق أســـــــــــى الذلِّ ويُلهي خيالَه بالوعودِ
يرسم الصورة الجميلة للناس ويدعـــــــــو لهم بقلبٍ عميدِ
ثم صارت دنياه خرســــــاءَ كالموت وغنى بموجعات القصيدِ
هدَّهُ البؤسُ واستبد به اليأسُ وأضحــــى لا يبتغي من مزيدِ
يسأل اللهَ أن يُعجِّل أُخـــــــــــــــراه ليرتاح من عذابٍ شديدِ
حيث ترعى الآلامُ في قلبه العاجز وتصول في دربه المسدودِ
صيَّرتْ عَيشَه امتـــــهاناً وذلاًّ وضياعاً وبات فـــــــــــي تنكيدِ
حائرَ الفكرِ في الختام وفـــــي البدء تُعَنِّيه حكـــمة المــعبودِ
كلما لا ح نورُها يشرح الصـــــــــدرَ توارت وعُمِّيَت من جديدِ
وهْو يسعـــــــى وراءها مُثْقَلَ الخطو بفكرٍ من الخـيال البليدِ
علَّه يعرف اليقينَ فيمضـــــــــي مطمئناً إلى المصير الأكيدِ
راضيَ النفس بالحـــــــــياة وبالموتِ وبالألم والشقاء العنيدِ
مُوقِناً أن حـــكمةَ الله عُليا .. تتجـــــــــلَّى لكل عــقلٍ رشيدِ !!
ــــــــــــــــــــــــــ
د. شعبان عبد الجيِّد
عاش كالطير يرسُـم النورَ والزهـــرَ ويرنو إلـــــى الكمال البعيدِ
كان في الأرض مثل ترنيمة النـــاي بريئاً وطــــــاهراً كالولـــيدِ
يَنشُدُ الحقَّ والجـــــــمال ويرجو لبني الأرضِ كلَّ شيءٍ حميدِ
شاقه الخُـــــــــلدُ فاستراح إلى الحُلم وغنى برائعات النشيدِ
ثم ظنَّ الوجـــــــــــودَ قد راقه اللـــــحنُ وأشجتْه رنة التغريدِ
فاستباح الغناءَ وانســـــــاق فـــــي الوهم وغرته لذة الترديدِ
وأفاق المسكينُ من سَــــــــكرة الظنِّ ليلقى مرارة التشريدِ
خانه الحــــظُّ واستخــــــفَّ به الدهـــرُ وألقاه في سواد البيدِ
ذاق طعم الفناء ثم عـــــــاد إلى الناس ليحيا وجودَه كالطريدِ
ليلُه الهمُّ والنهارُ هــــــــــو الذلُّ فوا رحـــمتا للشقيِّ الوحيدِ
كم أتى الناسَ بالعجـــــــــــيب من القول وثنَّى بطارفٍ وتليدِ
كم شجا الدوحَ بالترانيم والشــــــــدْو وأبكاه بالغناء الفــــريدِ
بعثر الحبَّ في الطريق فلم يجنِ سوى الغل من حَقودٍ حسودِ
قدَّمَ الخيرَ للحياة فلم يلقَ من رفاق الطريق غيرَ الجُـــــــحودِ
بذل الوُدَّ علَّه يسعد الخـــــــــــلق فلاقَــــــوا وداده بالصدودِ
فانزوى وحده يذوق أســـــــــــى الذلِّ ويُلهي خيالَه بالوعودِ
يرسم الصورة الجميلة للناس ويدعـــــــــو لهم بقلبٍ عميدِ
ثم صارت دنياه خرســــــاءَ كالموت وغنى بموجعات القصيدِ
هدَّهُ البؤسُ واستبد به اليأسُ وأضحــــى لا يبتغي من مزيدِ
يسأل اللهَ أن يُعجِّل أُخـــــــــــــــراه ليرتاح من عذابٍ شديدِ
حيث ترعى الآلامُ في قلبه العاجز وتصول في دربه المسدودِ
صيَّرتْ عَيشَه امتـــــهاناً وذلاًّ وضياعاً وبات فـــــــــــي تنكيدِ
حائرَ الفكرِ في الختام وفـــــي البدء تُعَنِّيه حكـــمة المــعبودِ
كلما لا ح نورُها يشرح الصـــــــــدرَ توارت وعُمِّيَت من جديدِ
وهْو يسعـــــــى وراءها مُثْقَلَ الخطو بفكرٍ من الخـيال البليدِ
علَّه يعرف اليقينَ فيمضـــــــــي مطمئناً إلى المصير الأكيدِ
راضيَ النفس بالحـــــــــياة وبالموتِ وبالألم والشقاء العنيدِ
مُوقِناً أن حـــكمةَ الله عُليا .. تتجـــــــــلَّى لكل عــقلٍ رشيدِ !!
ــــــــــــــــــــــــــ
د. شعبان عبد الجيِّد